الرئيسية / قصص النجاح / تجربتي في كسب الخشوع في الصلاة م.محمد عبدالرزاق

تجربتي في كسب الخشوع في الصلاة م.محمد عبدالرزاق


حاولت .. نجحت بعض الشيء , و بمرور الايام , نسيت .. سمعت محاضرات, نجحت في بادئ الامر , ثم رجعت الى نفس الحال .. قرأت بعض الكتيبات , نجحت حينا , و على طوال الطريق لم افلح , وسط هذه المعمة من الحياة وصعوبتها ..! .. لكني حاولت , وحاولت , ولان ربنا وعدنا
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
فقد هداني بفضله الى طريقة , قد تكون خاصة في كسب الخشوع بالصلاة , نويت ان أؤلف كتاب في ذلك , لكن وسط سرعة ركب الحياة , قد لا يكون الكتاب المتضمن تفاصيل كثار مفيد وبيد عدد كبير من الناس مثلما للمقالة المختصرة التي تكون بمستهل عدد اكبر من الذين يبغون القرب من الله تعالى بالخشوع فينتفعون ويفلحون في الحياة الدنيا قبل الاخرة .
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2}) المؤمنون
والله ان متعة الخشوع عظيمة , فيه السكون والراحة وطمأنينة القلب وزاد الروح وشعور القرب من الله عز وجل وفية الامداد بالطاقة الروحية ….
طريقتي تتلخص بتنبيهك .. وخضك .. وهزك بقوة .. اقول :- عيب عليك ان تقابل رب الملك والملكوت وانت ساه , لاه , قلبك وعقلك في مكان بعيد وانت في حضرة الرحمن …عيب ..!!
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{16}) الحديد
يقول لك الرحمن :- متى يحين لك ان تخشع لجلالي ولعظمتي ؟ اما ان الوقت لذلك لحد الان , بعد كل ما مر بك ؟ , وبعد كل الاحداث ؟ هل سيحين الوقت ام انك ستودع الحياة ولم تتذوق طعم الخشوع لرب الكون , رب السموات والارض وما بينهما ؟ هل انك مثل اهل الكتاب ؟ فطال عليك الامد , وانت لم تخشع لربك ؟؟؟
نعم اسمح لي ان اقول لك :- عيب عليك ان تقابل الرحمن عز وجل وبالك وعقلك وقلبك في غير مكان .
الشيطان ( الاستعاذة بالله ) عدو لك ويعرف انك ان كسبت الخشوع فقد فزت فوزا عظيما , لذلك فان خطته في محاربتك تكمن في :-
1- عندما تبدأ الصلاة يصيح في اذنك :- استعجل .. استعجل .. استعجل ..والدليل على ذلك ان صلاة قيام الليل تكون اكثر خشوع , لانك تفرغت لها , فالشيطان هنا ( الاستعاذة بالله ) قد خسر هذا السلاح .
2- يثير في بالك امور حتمية الحسم في خلال الصلاة , فيسألك , ماذا تعمل للامر الفلاني ؟ ماذا ستقول ؟ كيف ستتصرف ؟ ماذا قررت ؟ هل نسيت كذا ؟ والدليل على ذلك ان بعض الاشخاص يكتشفون افكار جديدة داخل الصلاة ..!
3- يحاول بكل جهده ان ينسيك بأن هذا الكلام الذي تتفوهه في الصلاة أو تسمعه هو كلام الله تعالى . فاذا كان هناك رجل حكيم سيتكلم , فانك تصغي له بكل حواسك احتراما فما بالك اذا كان المتكلم هو … الله عز وجل .
الصلاة هي عبارة عن محاورة ومناجاة بينك وبين الله تعالى .
تخيل ان مديرك في العمل ارسل بطلبك .. تكلم المدير , وانت ذهبت في سهو عميييق … فقال مديرك :- ما بك !؟ قلت :- ها ( رجع اليك انتباهك ) ولم تعرف ماذا تكلم .. ثم اكمل حديثه وانت سهوت بعييييدا .. فنبهك , ماذا بك !؟ قلت ها ( رجع اليك انتباهك ) ولم تعرف ماذا قال , وهكذا .. وفي النهاية اعتياديا سيطردك المدير .
فكيف اذا وقفت بين يدي رب الكون والملكوت ؟؟
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :

لا يَنظرُ اللَّهُ إلى صلاةِ عبدٍ لا يقيمُ فيها صلبَهُ بينَ رُكوعِها وسجودِها

 قسّم العلماء المصلين الى خمسة اقسام ولضيق المجال ساذكر القسم الثاني منهم , وهم ( محافظون على الوقت والوضوء والاركان الظاهرة ومضيع الخشوع , وحكمهُ يحاسب على ذلك حساب طويل )
انت قبل ان تذهب الى غرفة مديرك , تاكدت من ترتيب هندامك وعدلت تسريحتك , وقد تضع عطر قبل مقابلة المدير لكي يرضى عنك , حيث انك احترمت مقابلته فيزيد تقديره لك .. افلا تستحق مقابلة رب العزة ان تعدل من هندامك وان تتحضر لهذة المقابلة ؟ كيف ؟ يتمثل ذلك ب :-
1- سماع الاذان بحضور قلب , اول طرقة على باب قلبك لجلب الخشوع .
2- الوضوء الجيد بحضور قلب , ثاني طرقة وتنبيه للقلب .
3- تعديل الهندام و وضع العطر اذا احببت , قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :- ( من احب لقاء الله احب الله لقاءه )
ان الصلاة هي مقابلة مع الله تعالى بكل معنى الكلمة وهي محاورة ومناجاة .. قبل تكبيرة الاحرام تذكر ثلاثة امور تجلب الخشوع باذن الله :-
1- تذكر اسلحة الشيطان ( الاستعاذة بالله ) التي ذكرت انفا .
2- ودع الدنيا لمدة دقائق , فانك ستكون بين يدي الرحمن وفي ضيافته وحضرته , دع كل متعلقات الدنيا .
3- ضع في بالك ..موضوع المقابلة … مديرك في العمل ارسل بطلبك , و بالاحرى والاصح والاصدق ان الله تبارك وتعالى ارسل بطلبك .. ستناجيه ويحاورك . وستسلم وتصلي على الرسول واله , ويصل سلامك .


– سورة الفاتحة .. انت تناجي ربك (تخيل انت الذي تتكلم مع جلالته ) وهو سميع لك بصير بك .
– سورة اخرى من كلام الله .. تخيل بانه سيرد عليك ربك تعالى و انت تسمع ( يا ريت لو كنت حافظ سورة على قلبك ) وبعد ان يكمل رب العالمين من محاورته لك بما تيسر من القران , قل له في قلبك :-
– استجبت لك ولما قلت يا الله , واركع ركوع طويل تمتع به .
– استجبت لك ولما قلت يا الله , واسجد سجود طويل تتمتع به , ولا تكن من الذين لم يتمتعوا بخضوعهم لله على طوال حياتهم .
.. وهكذا في الركعة الثانية .. ثم اجلس , وصلي وسلم على حضرة الرسول واله .
واكمل صلاتك في الركعة الثالثة والرابعة بنفس المنوال .. الى ان تنهي الصلاة .
لو فعلتها باستمرار , وراجعت نفسك كل يوم وتسأل هل كنت خاشع هذا اليوم ؟وحاولت ستصل .. وتتبرمج على الخشوع خلال فترة قصيرة وتكون عملية سهلة بالنسبة لك باذن الله , سترى انك تشتاق الى الصلاة وتحبها وتكون احلى لك من الدنيا وما فيها .
عندما قال الرسول( صلى الله عليه وسلم ) :- ( ارحنا بها يا بلال ) لانها كانت بخشوع .
اكتشف العلم ان هناك انزيم يسمى انزيم الفرح او الاندروفين يفرز عند الفرح او السكون الروحي وو اكتشف بانه يفرز على اشده في الخشوع .. {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28
وبذلك فان الخشوع يذهب الهم والحزن باذن الله .
اذا كانت الجبال تخشع عند سماع القران , فكيف بقلبك انت ؟ هل هو اقسى من الجبال !!!
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
الخشوع يوثق العلاقة والشعور والاواصر بينك وبين الله تبارك وتعالى

ستتذوق طعم الخشوع ,طعم ليس كمثله شيء قال أبن القيم ( في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة ) واحسب انها الخشوع .

من اليوم فصاعدا بعد ان تصلي اجلس على السجادة ( 30 ) ثانية فقط وتخيل ماذا سيحدث للصلاة التي اديتها ؟ انها ستكتب من قبل الملك الموكل القرين بك .. ثم سترفع من قبل ملائكة مختصين , وتسلم الى ملائكة اخرى عند حدود معينة احسب انها سمائنا في الارض , ثم تسلم الى ملائكة السماء الاولى , ومنها الى ملائكة السماء الثانية ثم الى السماء الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ثم تعرض على جلال الله عز وجل …. فهل تستحق ما اديت ان يعرض على الله ذو الجلال والاكرام ويحمل من قبل كل هذه الملائكة ؟؟؟ لذلك كان الاستغفار بعد كل عبادة وبعد كل صلاة ..اذا اخجل مما اديت لله … و قل بعد صلاتك استغفر الله .. استغفر الله .. استغفر الله

 

Save

عن الدكتور نجيب الرفاعي

الدكتور نجيب الرفاعي مؤسس و مدير عام مهارات للاستشارات و التدريب و الذي تأسس عام 1995 و يقدم دورات تخصصية في مجال تنمية الفرد و الاسرة

شاهد أيضاً

الدعوة بالماكينة؟

تقول اﻹعلامية الجزائرية ” #خديجةبنڤنة ” كنت فى زيارة للولايات المتحدة الأمريكية وذهبت لأحد المحلات …