الرئيسية / الايحاء و التنويم / رسـالة إلى المريـض بقلم :شيخة بنت محمد القاسم

رسـالة إلى المريـض بقلم :شيخة بنت محمد القاسم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد:

إن ما أصابك _ أيها المريض _ من بلاء وما أجهدك من كرب ;في طياته رحمات ،وفي خفاياه مكرمات..

والله سبحانه بلطفه قد يقدر على العبد ضروباً من المحن رحمة به وسوقاً إلى كماله وكمال نعيمه ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )

وقد سطرت لك في ثنايا هذه الرسالة وصايا وبشارات من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف…فتأملها يا مـوفـق:-

١_ اعلم أن الذي ابتلاك بالمصيبة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليهلكك ولا ليعذبك ،وإنما ابتلاك ليمتحن صبرك وإيمانك ، ويسمع تضرعك وابتهالك ، ليراك طريحاً على بابه لائذاً بجنابه.

قال الفضيل: إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالخير.

٢- إن البلاء قد قدره الله عليك في الأزل فارض بما قُدر لك (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)

٣- اعلم أن الطبيب والدواء أسباب

والمسبب هو الله فلا يتعلق قلبك إلا به ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ).

فأحسن الظن بربك وتفاءل وأمّل العافية منه واستبشر خيراً..

ولا حرج أن تجمع بين العلاج والرقية الشرعية ( يغفل البعض عنها).

٤- إنّ مما يهون البلاء عليك: أنّ المصائب كفارات للذنوب، قال صلى الله عليه وسلم : ( لايزال البلاء في المؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)

عن مسلم بن يسار:كان أحدهم _ أي السلف _ إذا بريء من مرضه قيل له: ليهنك الطهر (أي هنيئاً لك الخلاص من الذنوب).

٥- استبشر بفضل الله عليك ؛فما كنت تعمله من طاعة في صحتك وشقّت عليك في مرضك فأجرها يجري لك.

قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً).

٦- من حكم البلاء: أنه إذا كان للعبد منزلة في الجنة ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)

قال ابن الجوزي: من خلقه الله للجنة لم تزل تأته المكاره.

٧- تذكّر _ أيها المريض _كثرة نعم الله عليك ؛ فإن كنت تمشي على قدميك فهناك من لم تطأ قدميه الأرض ،وإن كنت تبصر بعينيك فهناك من هو حبيس الظلمة…

٨- اعلم أن من حكم البلاء: فتح أبواب من العبادات لك كالتوبة والدعاء والإقبال على الله والصدقة والإخلاص والرجاء والإنابة ( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ )

ومما يروى في هذا : أن الفضل بن سهل زار مريضاً قد عوفي فقال له : إن في العلل لنعماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها: تمحيص للصابر ، وتعرض لثواب الصبر ، وإيقاظاً من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة ،و إستدعاء للمثوبة وحض على الصدقة.

وقد ذم الله أقواماً لم يتضرعوا لله في حال البلاء(وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)

٩- أكثر من الدعاء لنفسك بالعافية في الدنيا والآخرة،قال عبدالله بن صالح دخل عليّ الأمام طاووس يعودني في مرضي فقلت له: ادع الله لي فقال:ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

وأكثرأيضاً _ أيها المريض _ من الإستغفار تُعطى قوة في قلبك وبدنك ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )

١٠- حاسب نفسك؛ فإن كنت في غفلة فقد حان أوان التوبة والرجوع إلى فيء الطاعة, وإن كنت مطيعاً فازدد تقى وصلاحاً.

١١-كن مباركاً أينما كنت كما قال عيسى عليه السلام ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ )

داعياً إلى الله في كل مكان في البيت أو المستشفى معلماً للناس الخير،آمراً بالمعروف…كالغيث أينما حلّ نفع.

١٢-إحرص على دعوة غير المسلمين للإسلام (الممرض،عامل النظافة..) بالكتاب وغيره ،وتذكر قول نبيك صلى الله عليه وسلم (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).

•• سمعت داعية أفريقية أسلم على يديها العشرات تقول في أول لقاء لها مع غير المسلمة:

If you want to be happy, become muslim.

ثم تكثر من الدعاء لها في جوف الليل وتسلمها كتب عن الإسلام، فما هو إلا يومان أو ثلاثة فإذا هي تعلن إسلامها!! ••قل _ هذه العبارة_ لغير المسلم لعله يكون لها وقعاً في قلبه لا تعلم مداه.

١٣-إن كنت (منوماً) في المستشفى فأظهر أخلاق المسلمين الحسنة_ وما أكثرها_ منها؛ إطعام الطعام فلعلها تكون قائدة لغير المسلمين إلى الإسلام..

من ذلك:ضع علبة من (الشوكولاته) على الطاولة وأطلب من الممرض وعامل النظافة و.. أن يتذوقوا منها(في كل كبد رطبة أجراً)

١٤- لا تحقرن من المعروف شيئاً ؛ما تبقى من طعامك النظيف تصدق به عن طريق زوارك لعمال المحطة والبلدية.

قال ابن حجر:فينبغي على العبد أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا قليل من الشر أن يجتنبه ،فإنه لا يدري الحسنة التي يرحمه الله بها،ولا السيئة التي يسخط عليه بها.

١٥- أكثر من الدعاء لزائريك ،ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (ابن آدم مرضت فلم تعدني..أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده،أما إنك لو زرته لوجدتني عنده)

يدل على قرب المريض من الله..

ولهذا قال العلماء: إن المريض حريّ بإجابة الدعاء إذا دعا لشخص أودعا على شخص (بن عثيمين).

أخيراً هذا ما أردتُ_ أخي المريض_ أن أنفعك به..أسأل الله لك الشفاء العاجل.

( وللحديث بقية: رسالة إلى عائد المريض _ رسالة إلى الطبيب والطبيبة )

كتبته:شيخة بنت محمد القاسم

( تعليق د.نجيب : جزى الله خيرا اختي شيخة و هذه اضافة من خبرات و تجارب جديدة.

اضغط هنا من فضلك

عن الدكتور نجيب الرفاعي

الدكتور نجيب الرفاعي مؤسس و مدير عام مهارات للاستشارات و التدريب و الذي تأسس عام 1995 و يقدم دورات تخصصية في مجال تنمية الفرد و الاسرة

شاهد أيضاً

اصدارات د. نجيب الرفاعي في التنويم الايحائي

بدأ الدكتور نجيب الرفاعي رحلة البرمجة و مخاطبة العقل الباطن و تغيير برمجته منذ عام …